سفير ستوكهولم لـ«المال»: شركات متوسطة وصغيرة الحجم تستهدف تنفيذ مشروعات بالسوق المحلية

تستهدف شركات سويدية صغيرة ومتوسطة الحجم تنفيذ مشروعات فى السوق المحلية، وفقًا لسفير ستوكهولم بالقاهرة، هوكان إيمسجورد. وأشار  إلى  قيام شركات مثل  ABB 

Ad

تستهدفشركات سويدية صغيرة ومتوسطة الحجم تنفيذ مشروعات فى السوق المحلية، وفقًا لسفيرستوكهولم بالقاهرة، هوكان إيمسجورد.

وأشار إلىقيام شركات مثل ABBوAstraZenecaوEricssonوIKEAوTetra Pakباستثمارات كبيرة فى مصر، خاصة فى مجال تنمية الموارد البشرية.

وقال فى حواره مع “المال”إن العالم أجمع يعانى من تداعيات الغزو الروسى لأوكرانيا وخاصة التداعيات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن مصر ليست استثناء فى هذاالسياق.

ولفت إلى بلوغ قيمة واردات مصر من السويد نحو 1.01 مليار دولار خلال العام الماضى، مشيرًا إلى أن الأخشاب والآلات والمنتجات الدوائية تستحوذ على %61.

وإلى نص الحوار

● «المال»: كيف تقيمون العلاقات الثنائية بين مصر والسويد فى الوقت الحالى فى كافة المجالات مع التركيز بشكل أكبر على الجانب الاقتصادي؟وتوقعاتكملهذا التعاون الفترة المقبلة؟

السفير السويدى: إنالعلاقات التجارية بين السويد ومصر طويلة الأمد، مشيراً إلى أن القاهرةتعدالشريك التجارى الأول لستوكهولم فى منطقة الشرق الأوسطوأفريقيا.

وأضاف أن الأزمة الاقتصادية الحالية التى نتجت فى البداية عن وباء كوفيد- 19، ثم اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، أثرت على الاقتصاد العالمى بصورة كبيرة، لافتًا إلى أن جميع الدول تأثرت .

وتابع: لكننى على قناعة بأن كلا من السويد ومصر تتمتعان بالقوة الاقتصادية اللازمة لتجاوز هذه الأزمة.

كما أنمصر باقتصادها الموسع وسوقها المحلية الكبيرة وموقعها الجغرافى الاستراتيجى توفر فرصًا مثيرة للاهتمام للشركات السويدية، لافتًا إلى استثمار الكثير من رجال الأعمال بكثافة فى مصر على مدار عدة سنوات.

أكد أنالاستثمارات السويدية فى مصر متنوعة، وتشمل العديد من الأنشطة والقطاعات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن هذا أمر حيوى لتوسيع وتعزيز التعاون بين البلدين.

ولفت إلى أنسفارة السويد فى القاهرة تتعاون مع الحكومة المصرية والمجتمع المدنى والقطاع الخاص، بما فى ذلك الشركات السويدية العاملة فى مصر من أجل التقريب بين البلدين.

● «المال»:هل هناك مباحثات بين البلدين لتصدير أو استيراد منتجات جديدة خلال الفترة المقبلة؟

السفير السويدى: إن الشركات فى بلاده ترى بشكل عام الكثير من الإمكانات فى السوق المحلية، وتشجعها فى ذلك التحسينات التى يتم إجرائها فى مناخ الأعمال.

كما أنمجالات الأولوية الحالية التى ترغب السويد التعاون فيها مع مصر تشمل قطاع النقل بما فى ذلك «الحضرى» وحلول الطاقة المستدامة وعلم الحياة والابتكار، موضحا أن هذه المجالات تعد أولوية بالنسبة للحكومة المصرية أيضًا، مؤكدًا سعادته بمشاركة المعرفة والخبرة السويدية فى هذه المجالات معها.

ولفت إلى إعلان شركة إليكتا السويدية الرائدة فى مجال الرعاية الصحية مؤخرًا إنشاء مكتبًا إقليميًا لها فى مصر،مشيراً إلى أن شركة فولفو للحافلات ستوقع مذكرة تفاهم مع شركةMCV Egyptلإنتاج حافلات فولفو وتصديرها إلى الأسواق الخارجية ومنها سوق المملكة المتحدة، مشيراً إلى أن هذا التعاون ينطوى على إمكانات كبيرة فى المستقبل.

● «المال»:هل هناك اجتماعات مقررة مع الحكومة المصرية لبحث تعزيز العلاقات الثنائية فى المجالين التجارى والاستثماري؟ وما آخر مستجدات تنظيم البعثات التجارية بين الجانبين؟

السفير السويدى: تم إنشاء قناة اتصال ثابتة بين الشركات السويدية ووزارة المالية، مشيرا إلى أن وزير المالية محمد معيط أظهر التزامًا قويًا لتيسير أعمال الشركات السويدية محليًا.

علاوة على ذلك، تم إطلاق منتدى الأعمال المشترك فى وقت سابق من هذا العام خلال زيارة وزير التجارة أحمد سمير إلى ستوكهولم، بجانب إنشاء منصة للتعاون الموسع فى المجال الاقتصادى، بمشاركة الشركات المصرية والسويدية.

وتضمنت زيارة المسئول المصرى إجراء مناقشات مثمرة مع وزير التجارة السويدى وممثلى الشركات هناك، كما شملت أيضًا زيارات لمجموعة مختارة من الشركات السويدية المحلية التى لها اهتمام استراتيجى للجانب المصرى، وتستهدف توسيع صادراتها إلى ستوكهولم.

● «المال»: ما هو إجمالى قيمة الاستثمارات السويدية فى السوق المصرية فى الوقت الحالى ، وعدد الشركات والقطاعات العاملة بها؟

السفير السويدى: مصر تستضيف حاليًا عمليات أكثر من 30 شركة سويدية لها حضور كبير يساهم فى الاقتصاد المحلى، كما أنأبرز التقديرات تظهر أن هذه الشركات وفرت بشكل مباشر أكثر من 15 ألف فرصة عمل داخل مصر.

كما أن شركات مثلABBوAstraZenecaوEricssonوIKEAوTetra Pak لديها استثمارات كبيرة فى مصر، لا سيما فى مجال تنمية الموارد البشرية، كاشفًا عن أنشركات سويدية صغيرة ومتوسطة الحجم ستنفذ مشروعات لها فى البلاد، وهذا أمر مشجع.

كما تشارك شركتا ترانسكوم وسودرهوب وهما من بين أحدث الشركات التى دخلت السوق المصرية بنشاط فى تسهيل تصدير الخبرات المصرية إلى الأسواق الأوروبية، مما يمثل اتجاهًا إيجابيًا فى هذا التعاون الثنائى.

● «المال»: إلى أى مدى أثرت الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة على المستثمرين السويديين العاملين فى السوقين المصرية والعالمية؟

السفير السويدى: إن العالم أجمع يعانى من تداعيات الغزو الروسى لأوكرانيا، وخاصة التداعيات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن مصر ليست استثناء فى هذا السياق.

كما أن تداعيات هذا الغزو أدت إلى خلق تحديات اقتصادية قللت استخدام الدولار الأمريكى، الذى تعتمد عليه الشركات السويدية فى التصدير والاستيراد.

● «المال»: ما هى آخر إحصائيات إجمالى التجارة المشتركة بين البلدين؟

السفير السويدى:وفقا لقاعدة بيانات الأمم المتحدةCOMTRADEللتجارة الدولية، بلغتقيمة واردات مصر من السويد نحو 1.01 مليار دولار خلال العام الماضى ، كما أن الأخشاب والآلات والمنتجات الدوائية تستحوذ على %61 من هذه الواردات.

● «المال»: ما هى أجندة الفعاليات الثقافية التى ستنظمها السفارة خلال الفترة المقبلة؟

السفير السويدى: من الضرورى تعزيز العلاقات الثقافية بين السويد ومصر، كما أن هناك التزاماً بالمساهمة فى تحقيق هذا الهدف بكل طريقة ممكنة.

ونشطت السفارة بشكل ملحوظ فى المجال الثقافى طوال العام الجارى، مع التركيز بشكل خاص على محافظة الإسكندرية، مما سمح لها بإلقاء الضوء على العديد من الروابط المشتركة مع مصر.

كما أن العام الجارى بدأ بحدث ثقافى بالتعاون مع المتحف الوطنى بالإسكندرية وبيت فون جربر السويدى.

وتضمن الحدث معرضًا يعرض مخبأ فون جربر وهو اكتشاف رائع ،بالإضافة إلى ذلك تمت زيارة مكتبة الإسكندرية للتعرف على قسم نوبل وارتباطه بالمجتمع الإسكندنافى.

ولدى عاطفة عميقة تجاه الإسكندرية بسبب تاريخها الغنى كمركز للتبادل الثقافى فى منطقة البحر الأبيض المتوسط على مر السنين، واحتفالاً برئاستنا للاتحاد الأوروبى خلال النصف الأول من العام، اخترنا الثغر مكاناً للاحتفال بيوم أوروبا.

وتظل القاهرة قاعدتنا الأساسية على مدار العام، ونشارك بنشاط فى تعزيز الشراكات مع مصر لتنظيم الفعاليات الثقافية المختلفة.

وعلى سبيل المثال قامت السفارة برعاية فرقة طرباند السويدية للقيام بجولة فى مصر وتقديم حفلات موسيقية متعددة، فضلًا عن استضافتهم لعرضموسيقاهم وأغانيهم، مما أدى إلى إثراء المشهد الثقافى فى البلاد.

كما أن السفارة حاليًا منشغلة بالتحضيرات لشراكات ثقافية جديدة ستؤتى ثمارها فى فصلى الخريف والشتاء المقبلين.

والسفارة كان لديها بعثة أثرية مصرية سويدية فى جبل السلسلةلمدة 10 سنوات قامت خلالها بعمل مثير للاهتمام للغاية، وهو ما تم تناوله فى الأفلام الوثائقية في“ناشيونال جيوجرافيك” والتلفزيون السويدى.

● «المال»: ما هى آخر تطورات ملف الطاقة بين مصر والسويد؟

السفير السويدى: هناك تعاون بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء وشركة أفرى السويدية، لإجراء دراسة محورية حول منظومة دعم التوسع السريع لشبكة النقل الوطنية فى مصر.

كما أنالدراسات التى ستجريها الشركة السويدية ستضع تحليل شامل للآثار المحتملة لدمج مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين فى منظومة نقل الكهرباء فى مصر.

كما ستتناول الدراسات التحديات الناشئة عن التكامل الواسع النطاق لمصادر الطاقة المتجددة، مع التركيز على تعزيز موثوقية واستقرار الشبكة الكهربائية، مشيرًا إلى أن “الصندوق السويديSwedfund” سيتولى تمويلها.

والدراسة ستحدد التحديات المحتملة وتقدم المشورة بشأن الحلول الأفضل لعملية تكامل سلسة وفعالية مصادر الطاقة المتجددة فى مصر.

وكان سفير السويد صرح سابقًا بأن الطلب على الطاقة المستدامة فى أوروبا يتزايد، وأن مصر فى مركز جيد يؤهلها لتزويد قارته باحتياجاتها.